مجمع ال الصويغ الخزرج ألأنصار
أهلآ بك عزيزي الزائر نتمنى عليك ألإنضمام إلينا لنستمتع بتواجدك معنا أكثر بالموقع فهو منكم وإليكم أهلآ بك
مجمع ال الصويغ الخزرج ألأنصار
أهلآ بك عزيزي الزائر نتمنى عليك ألإنضمام إلينا لنستمتع بتواجدك معنا أكثر بالموقع فهو منكم وإليكم أهلآ بك
مجمع ال الصويغ الخزرج ألأنصار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المجمع العالمي للأنصار السنة بالعالم al ansaar al sunah in the world
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قبيلة ألأنصار ألأوس والخزرج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جابر الصويغ الخزرجي

جابر الصويغ الخزرجي


عدد المساهمات : 3
نقاط العضو : 11
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/09/2011

قبيلة ألأنصار ألأوس والخزرج Empty
مُساهمةموضوع: قبيلة ألأنصار ألأوس والخزرج   قبيلة ألأنصار ألأوس والخزرج I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 17, 2011 12:47 am

ابن-الباديه

الانصار (الاوس و الخزرج) اين مساكنهم واسرهم ؟ شاركونا
{ والسَّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } { والذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ممَّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون}



العرب ينقسمون إلى قسمين قحطا نية وعدنا نية أو إلى عرب اليمن وهم القحطانية وإلى عرب الحجاز وهم العدنانية وهناك مرادف ثالث للتقسيمين السابقين وهو أن يقال كذلك العرب العاربة وهم القحطانية ، والعرب المستعربة وهم العدنانية. فالعرب العاربة أو القحطانية أو اليمانية قسمان رئيسان :

سبأ وحضرموت والعرب المستعربة أو العدنانية أو الحجازية كذلك قسمان فقط : ربيعة ومضر، والله أعلم وقد قال الله تعالى :

{ يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم } ولكن الحديث عن الأنصار هو الذي دعا إلى هذا التمهيد لنعرف أصلهم ومن أين قدموا إلى المدينة المنورة التي اشتهروا فيها فيما بعد ، ولا يختلف أهل الأنساب والتاريخ في أن الأنصار من العرب القحطانية من اليمن وقد هاجروا منها قبل انهيار سد مأرب في رواية ، وفي رواية أخرى بعده وعلى كل حال فحتى الرواية التي تقول بهجرتهم قبل انهيار سد مأرب لا تختلف في أن سبب الهجرة الأساس هو ظهور الجرذ يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصّرفونه_ حيث شاءوا من أرضهم فعلم رأس العرب القحطانية المهاجرين من اليمن وهو عمرو بن عامر أنه لا بقاء للسد على ذلك فاعتزم النقلة من اليمن.

ويستفاد من ذلك كله أن سبب ترك بعض القحطانية وليس كلها لليمن كان إما انهيار السد أو الخوف من انهياره بظهور مقدماته.

وبعد أن عزم عمرو بن عامر على الانتقال من اليمن ، قالت الأزد : لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم وخرجوا معه ، فساروا حتى تفرقوا في البلدان فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام .

وفي آل جفنة هؤلاء يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الإسلام والأنصار:

لله در عصابة نادمتهـم

يوما بجلّق في الزمان الأول

يمشون في الحلل المضاعف نسجها

مشي الجمال إلى الجمال البزّل

الضاربون الكبش يبرق بيضه

ضربا يطيح له بنان المفصــل

والخالطون فقيرهم بغنيهــم

والمنعمون على الضعيف المرمل

أولاد جفنة حول قبر أبيهـــمُ

قبر ابن مارية الكريم المفضل

يغشون حتى ما تهر كلابـهم

لا يسألون عن السواد المقبـل

ونزلت الأوس والخزرج يثرب وهما من ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد ، وأمهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقياء.

ونزلت خزاعة مرّ الظهران ونزلت أزد السّراة ، السراة ونــزلــت أزد عمــان ،عمان ثم بعد ذلك أو قبله أرسل الله تعالى على سد مأرب سيل العرم فهدمه قال تعالى: { لقد كان لسبأ في مسكنهم آية ، جنتان عن يمين وشمال ، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور،فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم } وكان اليهود قد سبقوا الأوس والخزرج إلى المدينة وسكنوا فيها بجوار أهلها الأصليين من العرب وسـاعد إحسـاس اليهود بأنهـم طارئين دخلاء قد وفدوا من أورشليم على تمكين الأوس والخزرج من مجاورتهم مع أن اليهود في ذلك الوقت كانوا على قدر كبير من المنعة الحربية وكانوا في بحبـوحة من العيش.

وقيل إن اليهود خرجوا إلى المدينة في زمن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام ففتحوها من العرب العاربة وقتلوا ملكا لهم يسمى الأرقم ، وقيل إن بخت نصر هو الذي طردهم من الشام وخرب بيت المقدس وقيل إن علماءهم كانوا يجدون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرّتين ، فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة ، حتى وجدوها بيثرب فأقاموا بها ، وقيل إن سبب نزولهم الحجاز أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب ابنة أحد اليهود من نسل هارون عليه السلام وكانت مشهورة بالجمال الخارق وبأصالة النسب ، وكان من الثابت في دين اليهود أنهم لا يزوجون النصارى مطلقا ، فخافوه وأظهروا له الموافقة وطلبوا منه أن يأتيهم بنفسه ، فأتاهم ، ففتكوا به وبمن معه ، ثم هربوا إلى الحجاز وأقاموا بالمدينة وكانت موصوفة في كتبهم.

ولما أقامت الأوس والخزرج بالمدينة ، ووجدوا الأموال والآطام ، والنخيل في أيدي اليهود ، ووجدوا العدد والقوة معهم ومكثوا في ذلك ما شاء الله ثم عقدوا مع اليهود حلفا وجوارا واشتركوا وتعاملوا حتى زادت وكثرت الأوس والخزرج وصار لهم مال وعدد فخافهم اليهود ، وقطعوا الحلف الذي كان بينهم وأبدوا العداء ونكثوا العهود والمواثيق كما هي عادة اليهود في كل زمان ومكان ، بل أرادوا خيانة الأوس والخزرج و اضطهادهم وبخاصـة أميرهم الطاغية المعروف بالفطيون ، وظــل الأوس والخزرج في جهد وضيـق في المعاش وخوف وقلق في الأمن و الاستقرار حتى أراد الله أن يحول الأمر من يد الخونة من اليهود إلى الأوس والخزرج . { وتلك الأيام نداولها بين الناس }

وكان السبب في ذلك بعد إرادة الله يرجع إلى ثلاثة أمور رئيسة :-

1-ظهور مالك بن العجلان كقائد قوي وسيد بارز مما جعل الحيان الأوس والخزرج يتفقان عليه سيّدا لهما وذلك ما لم يحدث من قبل أن يتفقا على رجل من أحدهما يسودهما.

2- أن ملوك الغساسنة يمتون إلى الأوس والخزرج بنسب عريق إذ يرجع نسب الجميع إلى اليمن وإلى قحطان.

3- أن هؤلاء الغساسنة كانوا نصارى وكانوا يقيمون في الشام دولة عربية تابعة للدولة الرومانية الشرقية وهم - أي الغساسنة - بحكم نصرا نيتهم يمقتون اليهود أشد المقت لاعتقادهم أنهم هم الذين صلبوا المسيح ونكلوا به، وهذه الأسباب تساعدنا على فهم التطورات التي حدثت بعد خيانة اليهود للأوس والخزرج وقطع الحلف الذي كان بينهم واضطهادهم لهم مما أثار ثائرة مالك بن العجلان حتى قتل ملك اليهود الطاغية بالفطيون المشهور بغلظته وفجوره وعتوه وغروره ، فلما قتله وقعت الصيحة باليهود ، فأرسل مالك بن العجلان إلى أبي جبيلة الملك الغساني يخبره بحالهم مع اليهود فأنجده أبو جبيلة بجيش قاده بنفسه فقتلوا اليهود أبرح القتل ، وأبقوا منهم بعض القوم لعمارة الأراضي وخلص ملك يثرب للأوس والخزرج بعد ذلك .

وذل اليهود وقل امتناعهم وخافوا خوفا شديدا وجعلوا كلما رأوا من أحد من الأوس والخزرج ما يكرهون لم يذهب بعضهم إلى بعض كما كانوا يفعلون قبل ذلك ولكن يذهب اليهودي إلي جيرانه مـن الأوس والخزرج : فيقول إنما نحن جيرانكم ومواليكم ، فكان كل قوم من اليهود قد لجؤا إلى بطن من الأوس أو الخزرج يتعززون بهم وبذلك كسر الأوس والخزرج شوكة البغي والعدوان وصاروا أسياد يثرب والمتحكمين فيها ، وانهار طغيان اليهود إلى غير رجعة.

وظل الحيان على اتفاق ووئام ؛ ولكن الأحقاد بقيت متغلغلة في نفوس اليهود فلجأوا إلى سياسة الوقيعة والتفريق بين الأخوين حتى جعلوهما يتحاربان بعد أن كانت كلمتهما واحدة وأميرهما واحد ، وتفرغ اليهود للتجارة و الحصول على الثروة واستعادتها من جديد ووقعت حروب كثيرة بين الأوس والخزرج لم يسمع في قوم أكثر منها ولا أطول منها ، ويقال إنها بقيت مائة وعشرين عاما حتى جاء الإسلام وكان أولها حرب سمير بن زيد من بني عمرو بن عوف من الأوس كان قد قتل حليفا لمالك بن العجلان الخزرجى يقال له كعب الثعلبي ومنها حرب كعب بن عمرو الخزرجى وقد تزوج امرأة من بني سالم الخزرجى وكان يختلف إليها فقعد له قوم من بني جحجبى من الأوس بمرصد فضربوه حتى قتلوه أو كادوا ، ومنها حرب حاطب بن قيس الأوسي وقد نزل عليه رجل من بني ذبيان ، ثم إن الضيف غدا يوما إلى سوق بني قينقاع فرآه رجل من بني الحارث بن الخزرج اسمه يزيد فأمر يهوديا أن يكسع الذبيانى فكسعه اليهودي كسعة سمعها من بالسوق فنادى الذبيانى يا لحاطب ؛ كسع ضيفك وفضح ! .

ومنها حرب يوم السرارة ، وحرب يوم الديك ، وحرب يوم فارع وحرب يوم الربيع ، وحرب حضير بن الأسلت ، وآخر هذه الحروب بينهما هي حرب بعاث قبل الهجرة بخمس سنين.

ومع هذه الحروب التي استعرت بين هذين الحيين زمنا طويلا بتحريش من اليهود تارة أو حماية للجار أو الحليف تارة أخرى أو أخذاً بثأر مهما كان السبب إلا أن ذلك كله لم يؤثر على مكانتهم في يثرب كملوكها وأسيادها ، وهي المكانة التي ظلوا محتفظين بها إلى أن جاءهم الإسلام عليها.

وقد روى البخاري في صحيحه عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملؤهم وقتلت سر واتهم ، وجرّحوا فقدمه الله لرسوله صلى الله علـيه وسلـم في دخولهم في الإسلام.

قال السمهودي : ومعناه أنه قتل فيه من أكابرهم من كان لا يؤمن أن يتكبر ويأنف أن يدخل في الإسلام لتصلّبه في أمر الجاهلية ولشدة شكيمته حتى لا يكون تحت حكم غيره."

وذلك ما حصل من عبدا لله بن أبي بن سلول تماما حيث قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وسيد أهلها عبد الله بن أبي بن سلول ولا يختلف في شرفه في قومه اثنان ، ولم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين سوى ما كان من أمر مالك بن العجلان قبله ، حتى جاء الإسلام فرأى ابن أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سلبه ملكه وقد أبى قومه إلا الإسلام فدخل في الإسلام كارها مصرا على النفاق وقصته في ذلك مشهورة.

قال ابن إسحاق : فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وإنجاز موعده له خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار ، فعرض نفسه على قبائل العرب ، كما كان يصنع في كل موسم . فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا.

... قال لهم: من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج ، قال : أمن موالي يهود ؟ قالوا : نعم ؛ قال أفلا تجلسون أكلّمكم ؟ قالوا : بلى ؛ فجلسوا معه ، فدعاهم إلى الله عزّ وجلّ ، وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن . قال : و كان مما صنع الله بهم في الإسلام ، أن يهود كانوا معهم في بلادهم ، وكانوا أهل كتاب وعلم وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان ،وكانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم : إن نبياً مبعوثا الآن قد أظل زمانه ، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.

فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر - من الخزرج - و دعاهم إلى الله ، قال بعضهم لبعض : يا قوم تعلمون و الله أنه للنبي الذي توعدكم به يهود ، فلا تسبقنكم إليه.

فأجابوه فيما دعاهم إليه ، بأن صدقوه و قبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام ، وقالوا إنّا قد تركنا قومنا ، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ، فعسى أن يجمعهم الله بك ، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك.

ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم ، و قد آمنوا وصدقوا.

قال ابن إسحـاق: وهـم - فيما ذكر لي - ستـة نـفر مــن الخزرج منهــم من بني النجار : أسعد بن زراره عوف بن الحارث .... و من بني زريق بن عامر : رافع بن مالك بن العجلان .. .. ومن بني سلمة : قطبة بن عامر .... ومن بني حرام بن كعب : عقبة بن عامر .... ومن بني عبيد بن عدي : جابر بن عبدا لله. فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسـلام حتى فشا فـيهـــم ، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا مع العلم أن ابن إسحاق ذكر قصة اتصال للأوس برسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة قبل اتصال الخزرج به قبل حرب بعاث وذكر أنهم - أى وفد الأوس- الذي قدم مكة بقيادة أبى الحيسر أنس بن رافع - كانوا يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج في حرب بعاث فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم ، فقال لهم : هل لكم في خير مما جئتم له ؟ فقالوا له : وما ذاك ؟ قال : أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وأنزل عليّ الكتاب ، قال : ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن ، قال : فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا : أي قوم ، هذا والله خير مما جئتم له . فقال: فيأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع ، حفنة من تراب البطحاء فيضرب به وجه إياس بن معاذ،وقال دعنا منك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا . قال : فصمت إياس ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج.

أما وفد الخزرج الذي سبق أمره فقد مكث في المدينة على الحال السابقة حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فالتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب. وذكر ابن هشام أسماء الاثــنى عـشر نفرا هؤلاء فكـان عشـرة منهم من الخزرج واثنان من الأوس .

وروى ابن إسحاق بسنده عن عبادة بن الصامت قال : فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء ، وذلك قبل أن تفترض الحرب ، على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف ، فإن وفيتم فلكم الجنة .

وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله عزّ وجلّ إن شاء عذب وإن شاء غفر.قال ابن إسحاق : فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير ... وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلّمهم الإسلام ويفقههم في الدين فكان يسمى المقرئ بالمدينة : مصعب وكان منزله على أسعد بن زرارة وهو أحد النقباء وشهد العقبة الأولى والثانية وبايع فيهما ومات قبل بدر .

وقد ذكر ابن إسحاق قصة الجهود الدعوية التي قام بها أسعد بن زراره ومصعب بن عمير بعد وصولهما إلى المدينة وذكر أنهما خرجا إلى زعماء بطون الأنصار الذين في إسلامهم إسلام العامّة أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وأن سعد بن معاذ بعد أن أسلم على يديهما رجع إلى قومه فوقف عليهم وقال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا سيّدنا وأوصلنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة ، قال: فإن كلام رجالكم ونساء كم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله قالا : فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة، وهكذا استمر أسعد بن زراره ومصعب بن عمير في دعوة الأوس والخزرج إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون ، ثــم ذكر ابن إسحاق أمر العقبة الثانية وما كان فيها فذكر أن الأنصار بعد فراغهم من حجهم كانوا على مــوعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن مضى ثلث الليل خرجوا من رحالهم لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسللون تسلل القطا مستخفين من قومهم المشركين الذين حجوا معهم حتى اجتمعوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الشُّعب عند العقبة وهم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان ، وكان العباس بن عبد المطلب مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ - أي العباس - على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له ، فلما جلس كان أوّل متكلم حيث قال : يا معشر الخزرج إن محمداً منّا حيث علمتم و قد منعناه من قومنا ممّن هو على مثل رأينا فيه فهو في عزّ من قومنا ومنعة في بلده وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم ، واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحمّلتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عزّ ومنعة من قومه وبلده.

فأجابه الأنصار : قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربِّك ما أحببت . فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلى القرآن ودعا إلى الله ورغّب في الإسلام ، ثم قال : أبايعكم على أن تمنعونــي مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ؛ فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم والذي بعثك بالحق نبيّا لنمنعنّك مما نمنع منه أُزُرَنا فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحَلقة ورثناها كابرا عن كابر ، فاعترضه أثناء كلامه أبو الهيثم بن التيهان فقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا ، وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسّم الرسول صلّى الله عليه وسلم ثم قال بل الدم الدم ، والهدم الهدم أنا منكم وأنتم منِّى ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم.

ثم طلب منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يخرجوا من أنفسهم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم كفلاء فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وذكر ابن هشام أسماءهم بالتفصيل.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفضوا إلى رحالكم ، فقال له العباس بن عبادة بن نضلة : والله الذي بعثك بالحق إن شئت لنميلنّ على أهل منى غدا بأسيافنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم نؤمر بذلك ، ولكن ارجعوا إلى رحالكم.

ثم ذكر ابن إسحاق أن البيعة في العقبة الأخيرة ، كانت بيعة الحرب و ذلك حين أذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في القتال بعد نزول قوله تعالى : {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا }

وقوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة }

فشرط على الأنصار شروطا سوى شرطه عليهم في العقبة الأولى فبايعهم في العقبة الأخيرة على حرب الأحمر والأسود ، ثم أخذ لنفسه واشترط على الأنصار لربه وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة كما سبق.

ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها واللحوق بإخوانهم من الأنصار ، وقال : إنّ الله عزّ وجلّ قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها فخرجوا جماعات وفرادى حتى أُذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة فتبع أصحابه من المهاجرين والأنصار إلى المدينة وكان بصحبته أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ووصل الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه المدينة وقد طال انتظار الأنصار له فقد كانوا يخرجون كل صباح إلى مشارف المدينـة فـلا يرجعون إلا حين تحمى الشمس وقت الظهيرة ، فلما رأوه فرحوا به فرحا شديدا عظيما واستقبلوه استقبالا حافلا وكان أول من رآه رجلا من اليهود وقد رأى خروجهم يوميا إلى مشارف المدينة حتى الظهيرة ، وطلوع بعضهم أعالي النخيل و الأشجار للحصول على امتياز إعلان وصوله صلى الله عليه و سلم ، وقد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الناس بيوتهم من الحرّ فناداهم ذلك اليهودي بأعلى صوته : يابني قيلة هذا جدّكم قد جاء ، فخرج الناس و ركبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وهم ينشدون:

طلع البدر علينا

من ثنيات الـوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا

جئت بالأمر المطاع

ثم كان أول عمل عمله الرسول صلى الله عليه وسلم بناء المسجد ثم آخى بين المهاجرين والأنصار فجعل لكل أنصاري أخا من المهاجرين فكان الأنصاري يعرض على أخيه المهاجري أن يقتسم معه كل شيء في بيته من المال وغيره ! وقد أثنى الله عليهم بذلك في قوله تعالى في ســورة الحشر:

{والذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} .

وجمع الله بين الأوس والخزرج وألّف بين قلوبهم بالإسلام بعد الفرقة والخلاف والبغضاء والحروب التي كانت بينهم قال تعالى :

{واذكــروا نـعمــة اللـــه عليكــم إذ كنـتــم أعــداء فــألّـف بـيـن قـلوبكــم فـأصبحـتـــم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}

وكانت لهم المواقف المشرِّفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته وحياة المسلمين العامة أذكر هنا بعض نماذج منها فقط وفي الرجوع إلى كتب التاريخ والسيرة غنية عن الإطالة في مقام الاختصار وأول هذه المواقف ما أشرت إليه من استقبالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومقاسمتهم لإخوانهم المهاجرين الأموال وغيرها ...الخ

ومنها موقفهم يوم بدر الكبرى حيث استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علىّ أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عدد الناس - أي أكثر الناس عددا - وكانت بيعتهم له أن يمنعوه ممن دهمه بالمدينة أما المسير بهم إلى عدوّ من خارج بلدهم فلم تشمله بيعتهم الأخيرة ولهذا أراد رسول الله أن يستوثق من أمرهم فقال سعد بن معاذ : والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله ؟

قال : أجل ؛ قال قد آمنّا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يارسول الله لما أردت فنحن معـك فـوالــذي بعثـك بـالـحق ، لـو استعـرضت بنــا هــذا البحـر فخضته لخضناه معـك ، مـا تخلـّف مـنا رجـل واحـد ، وما نكـره أن تـلقـى بنـا عـدوّنا غـدا ، إنّا لصُبُر فــي الحــرب صٌـدُق فـي اللـقــاء ولعــل اللـه أن يـريـك منـا ما تقـر بـه عينك ؛ فسـر بنا على بركة الله ، فسرّ رسول الله صلى الله عليه و سلم بقول سعد و نشّطه ذلك ؛ ثم قال سيروا و أبشروا…

ومن هذه المواقف المشرفة موقف الكتيبة الخضراء في غزوة فتح مكة والتي أخافت أبا سفيان عندما شاهدها وقال قوله المشهور ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة وقال للعباس لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما . بل صرخ أبو سفيان بأعلى صوته يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به … ولن ينسى أحد غناء سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه يوم فتح مكة وكان معه لواء الأنصار والذي دفع بعمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقول للرسول صلى الله عليه وسلم : اسمع ما قال سعد بن عبادة ، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة ، فأمر عليّا‎ رضي الله عنه أن يدرك سعداً قبل أن يفتك بقريش فيأخذ الراية منه ليسلمها لقيس بن سعد بن عبادة و يدخل بها مكة؟ وأشد من ذلك خوفهم من بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بين قومه بعد فتح مكة ، فقد أحدقت به الأنصار وهو يدعو الله على الصفا فقالوا فيما بينهم : أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه و بلده يقيم بها ؟ فلما فرغ من دعائه قال :ماذا قلتم ؟ قالوا : لا شيء يا رسول الله ؛ فلم يزل بهم حتى أخبروه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : معاذ الله ! المحيا محياكم ، والممات مماتكم.

وما ذلك منهم إلا لشدة حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم وحرصهم الشديد على بقائه معهم .

وموقفهم المشرف يوم حنين عندما اغتر المسلمون بكثرتهم فابتلاهم الله بالهزيمة في أول المعركة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عباس ، اصرخ ، يا معشر الأنصار : يا معشر أصحاب السَّمُرة قال : فأجابوا : لبيّك لبيّك !! .. قال حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا و كانت الدعوى أول ما كانت ياللأنصار ثم خلصت أخيرا ياللخزرج ، وكانوا صُبُرا عند الحرب فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركابه ، فنظر إلى مجتلد القوم - أي موقع المعركة - وهم يجتلدون فقال الآن حمي الوطيس ، ولما عاد رسول الله من الطائف وقد غنموا من حنين غنائم عظيمة مكث بالجعرانة يقسمّها على الناس. فأعطى المؤلفة قلوبهم عطاء عظيما وأعطى بعدهم رؤساء القبائل وأشراف مكة ثم قسم على الجند وأعطى الناس في ذلك اليوم عطاء عظيما حتى شاع في الناس أن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.

وكانت قسمته صلى الله عليهوكانت قسمته صلى الله عليه وسلم مبنية على سياسة حكيمة فإن في الدنيا أقواما كثيرة يقادون إلى الحق من بط وسلم مبنية على سياسة حكيمة فإن في الدنيا ونهم لا من عقولهم وهذا الصنف من الناس يحتاج إلى إغراء حتى يقبل الحق ويستأنس بالإيمان والإسلام ولم تفهم هذه السياسة في وقتها عندما أغدق الرسول صلى الله عليه وسلم العطاء على سائر الناس من قريش وسائر قبائل العرب ولم يكن للأنصار شيء مــن غـنائــم حـنـيـــن العظيمـة وهم الذين نودوا وقت الشدة فطاروا يقاتلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تبدلت الهزيمة نصرا والفرار إقبالا وانتصارا ، ومع ذلك يرون أيدي غيرهم مليئة بالأموال والعطايا العظيمة أما هم فلم يعطوا شيئا قط !

فقالت الأنصار في ذلك مقالة بلغت الرسول صلى الله عليه وسلم فجمعهم فأتاهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( يا معشر الأنصار ) :

ماقـالة،بلغـتنى عنكــم وَجـَِدة وجدتمـوها علي في أنفسكم ؟ ألـم آتكم ضلالا فهداكـم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألّف الله بين قلوبكم ! قالـوا : بلى ، الله ورسوله أمـنّ وأفضل : ثم قال : ألا تُجِيبونَنى يا معشر الأنصار؟ قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المنّ والفضل : وقال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتـــــم فلصَدَقتم ولصُدِّقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فأويناك وعائلا فآسيناك .

أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألّفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا ، وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ،اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال : فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله قسما وحظا ...

وهكذا نرى أنه ما من حدث بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام إلا وللأنصار مواقف مشرفة حياله وهذا ما جعله صلى الله عليه وسلم وفي مرض وفاته يوصي بالأنصار تلك الوصية المليئة بالعبر والعظات والمعجزة النبوية روى البخاري بسنده في كتاب مناقب الأنصار عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : " مرّ أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال :ما يبكيكم ؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منّا فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، قال فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم ، فحمد الله وأثنى عليـه ثم قال: ( أوصيكم بالأنصار ، فإنهم كرشي وعيبتي وقــد قـضــوا الـــذي عليهــم وبقــي الــــــــذي لهم فاقبلوا من محسنها وتجاوزوا عن مسيئهم ) وأخرج بعده أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه قال " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه ، وعليه عصابة دسماء ، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال قبيلة ألأنصار ألأوس والخزرج Icon_frown أما بعد أيها الناس إن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكـــــم أمــــــــرا يضر فيه أحــــــــدًا أو ينفعــــه فليقبــــل مــن محسنها ويتجاوز عن مسيئهم)

ونأخذ من هذين الحديثين دروسا وعبرًا وأحكاماً من أهمها :

1- أن هذه الأحداث حصلت في مرض موته صلى الله عليه وسلم.

2- أن موت النبي صلى الله عليه وسلم يعد من أعظم المصائب والمحن التي أصيبت بها الأمة الإسلامية بعامة والأنصار خاصة.

3- عظم حب الأنصار لنبيهم وشدة تعلقهم به واستئناسهم بمقامه بينهم مما جعلهم يبكون عندما شعروا بمصيبة فقده عليه الصلاة و السلام و إنه والله للمصاب الجلل.

4- استنبط بعض الأئمة من قوله صلى الله عليه وسلم ( أوصيكم بالأنصار) أن الخلافة لا تكون من الأنصار لأن من فيهم الخلافة يوصون ولا يوصى بهم لكن قال ابن حجر رحمه الله : ولا دلالة فيه إذ لا مانع من ذلك .

5- إثبات معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في الإشارة إلى ما سيقع ويحصل للأنصار بعد موته صلى الله عليه وسلم من الحيف والأثرة وهو ما يشهد التاريخ بوقوعه وحصوله منذ تحريض الشاعر النصراني الأخطل - لعنه الله - على هجائهم وشتمهم إلى وقعة الحرة الشهيرة واستباحة المدينة ثلاث ليال متتالية ، إلى عدم حفظ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم من قبل بعض الولاة والخلفاء إلى يومنا هذا ، وهو الأمر الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بوقوعه فكان كما أخبر عليه الصلاة والسلام .

6- امتياز الأنصار بأنهم بطانة الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصته وموضع سره وأمانته.

7- تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار ، وأنهم وفوا ببيعتهم في العقبة وأنهم وقفوا المواقف المشرفة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، والإسلام والمسلمين.

8- في الحديث الثاني معجزة أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم من الإخبار بما سيقع بعده من دخول الأمم الكثيرة في الإسلام والأنصار بالنسبة إليهم دائما قلّة.

9- والأقوى من ذلك أن تكون المعجزة في اطلاعه عليه الصلاة و السلام على أن الأنصار يقلّون مطلقا ، فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم حيث أن الموجودين الآن من أية قبيلة من القبائل العربية أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج الآن ويشهد لهذا المعنى تشبيهه صلى الله عليه وسلم لقلتهم بالنسبة لغيرهم من القبائل بالملح في الطعام فالملح بالنسبة لجملة الطعام جزء يسير منه وهذا يستلزم وجودهم دائما. والحديث فيه رد على بعض الجهال والمغرضين الذين ينكرون وجود بقايا من الأنصار في هذا الزمان ويزعمون أن الأنصار قد انقرضوا فالحديث فيه دلالة واضحة على بقاء الأنصار حتى آخر الزمان- كشأن كل الناس- رغم قلّتهم ، فقلّة الشيء لا تنفى وجوده والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم سيبقون حتى يكونوا كالملح في الطعام بالنسبة لغيرهم في آخر الزمان ؛ ولذلك جاء التعبير بكلمة ( حتى) التي هي للغاية وتستلزم بقاءهم بجانب الكثرة حتى آخر الزمان .

10- قوله في الحديث الثاني : ( فمـن ولـي منكـم أمـرا يضـر فيه أحدا أو ينفعه ...)

قيل فيه إشارة على أن الخلافة لا تكون في الأنصار ، وهذا الحديث أصرح بهذه الحقيقة من الأول والتاريخ على مدار خمسة عشر قرنا مضت حتى الآن يشهد على هذه المعجزة النبوية في أن الإمامة الكبرى لا تكون في الأنصار ، ولا عبرة ببعض الولايـات الإقليمية كولاية قيس بن سعـد بن عبـادة على مصر أو ولاية معاذ بن جـبل على اليمن أو النعمان بن بشير على الكوفة ، وإمارة بني الأحمر في غر ناطة فهذه ولايات صغرى قام بهـا بعضهم بأمر وتكليف من الإمام العام وخليفة المسلمين عموما ويرى ابن حجـر رحمه الله أن المنع ليس صريحا في الحديث إذ لا يمتنع التوصية على تقدير أن يقع عليهم الجور - وقد وقع بالفعل - ولا تمتنع كذلـك التـوصية للمتبوع سواء كان منهـم أو من غيرهم . والله أعلم.

وغني عن التعريف مواقف الأنصار المشرفة مع خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة أبا بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة ، وأبرز تلك المواقف ما كان منهم يوم اليمامة مع بني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب ومع انتشار الإسلام وامتداد الفتوحات الإسلامية خرج الأنصار من المدينة إلى الآفاق ومعظمهم خرج نشرا للإسلام وجهادا في سبيل الله وبعضهم خرج من المدينة بعدا عن الحيف والجور الذي لحقهم من بعض الولاة _ وبالذات الأمويين _ الذين لم يراعوا فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا الخروج شمل جهات الدنيا الأربع فالذين غزوا منهم مع محمد بن القاسم الثقفي بلاد السند وبلاد ما وراء النهر فريق منهم استوطن تلك البلاد بعد الفتح وتناسلوا فيها وتكاثروا ولا غرو أن تكون لهم ذرية تحمل اسمهم إلى اليوم وقد التقينا بكثير منهم من الهند لازالوا محافظين على دينهم ونسبهم خصوصا في المنطقة التي تسمى (كرلا) وإن تغيرت لغتهم ، ومثلهم في ذلك أسرة آل الندوي الشهيرة في الهند والتي أنجبت كثيرا من علماء الهند ودعاة الإسلام هناك وهم من سلالة عثمان بن عفان رضي الله عنه ولا زالوا متمسكين بنسبهم رغم تغير لغتهم وكذلك الذين شاركوا في فتح مصر حيث كان قيس بن سعد بن عبادة واليا لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه على مصر ونسله فيها حتى اليوم في صعيد مصر وفي كل مدينة منها وهم أنصار البقرية من سلالة ونسل قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه ولهم أعلام ورموز معاصرون لا يخفون على من عنده أدنى متابعة لوسائل الإعلام العربي ، ولهم أندية ومجلة وفنادق تهتم بشؤونهم وقد التقينا بكثير منهم . وكذلك الذين شرقوا فمن نسلهم اليوم فئام عظيمة في إيران والعراق وسوريا ولبنان ودول الخليج نعرفهم جيدا ولا زال لنا صلة وثيقة ببعضهم ولاشك أن هناك قلة قلـيلة بقـيت فـي الـجـزيـرة العـربية ولم تخرج ، ومنهـم قلة تستوطن اليوم وادي فاطمة (مر الظهران) قرب مكة المكرمة وشهرتهم : الشيوخ وإن كانوا قد بدءوا في الآونة الأخيرة يذكرون نسبتهم الصحيحة إلى الأنصار فتجد في كل من المدينة المنورة وجدة ومدينة الكامل والبرزة ،ومكة المكرمة والطائف والدمام والرياض كثيرا منهم بلقب : الأنصاري .

ومنهم من ورد ذكرهم في كتاب تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب الطبعة الأولى 1390هـ تونس، لمؤلفه عبد الرحمن الأنصاري مولود في المدينة المنورة عام 1124هـ ،افتتح المؤلف كتابه القيم ب( بيت الأنصاري) وأورد تفاصيل غاية في الأهمية لا مجال لإيرادها هنا من ص 7-35 وذكر أن هذا البيت يعرف قديما ببيت الزرندي نسبة إلى زرند وهي قرية من أعمال المدينة المنورة من جهة الشام بقرب وادي القرى، ولا شك أن لهم بقايا في المدينة المنورة ومكة المكرمة إلى يومنا هذا.

وفي موسوعة الأنساب في الجزيرة العربية الإصدار الأول من إعداد الأستاذ عبد الله العجيل من الكويت وهي من إنتاج المعالم للحاسب الآلي جدة السعودية، ص ،ب: 33364الرمز البريدي 21448، وجاء فيها ضمن القبائل العربية في الجزيرة في الوقت الحاضر ممن يرجع نسبهم إلى الأنصار:

**آل جامع: من الخزرج من قبيلة الأنصار، ويوجدون في الزبير والبحرين والكويت والزبير مدينة تقع في القسم الشمالي للخليج العربي.

**آل عبد القادر: وينتمون إلى عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي من ذرية أبي أيوب الأنصاري من بني النجار من قبيلة الأنصار ويوجدون في المبرز وهي مدينة في محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.

**العبيد: من الخزرج من الأنصار من الأزد من قحطان من قبيلة الأنصار نزح جدهم الشيخ عبيد بن عامر الخزرجي من المدينة المنورة إلى جلا جل وأقام فيها للوعظ والإرشاد ثم نزح قسم منهم إلى الكويت والزبير والرياض ويسمون بالعبيد ومنهم في الكويت الحاج أحمد عبد الرزاق العبيد وأولاده.

**الدليجان: لديهم شجرة نسب وأصلهم من الحجاز من الخزرج من بني النجار قبل 500 عام نزح قسم منهم إلى نجد ومنازلهم في القصيم بمكان يسمى العوسجية من قبيلة الخزرج، وفي عام 1251هـ نزح فوزان الدليجان من نجد إلى الزبير وفي الزبير تزوج ،واشترى ملكا من النخيل في البصرة ثم نزحوا إلى الكويت.

وبعد نشر هذا البحث في هذا الموقع جاءت إلي بعض الإضافات التي أرجو ألا تتوقف حتى نثري هذا البحث بالمعلومات الهادفة عن هذه القبيلة ومن ذلك :

يقول الأخ أبو عمر الفاضل

الإخوة الأعزاء في موقع الأنصار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أود أن أحيطكم علما 000 أن قبيلة النعيم المعروفة في دولة الإمارات وعمان ينتمون إلى الخزرج وبالتحديد من بني عمرو بن عوف

وأنهم ينقسمون إلى فرعين مشهوريين عندنا وهما آل بوخريبان وآل بوشامس …. يسعدني أن أهنيكم على جهدكم المبذول في الإنارة عن قبيلتنا الأنصار والذي لا يسعني إلا أن أقدم شكري وتقديري لسعادتكم وأتمنى من الله أن يوفقكم لما فيه الخير.

وأرسل الأستاذ فواز مبارك الأنصاري هذه الإضافة وهي ثابتة عندي في الحقيقة قبل أن يرسلها إلي:

سعادة الأستاذ لقد تطرقت لبعض الأماكن التي يقطنونها بنو الأنصار من البرزه ووادي فاطمة ومكة وجده

ولكن سعيت أن أضيف لسعادتكم مكان وجود لقبيلة الأنصار وهو في محافظة الكامل بقرية الرميظه ويسكن بها الأنصار فقط وهم بتعداد كبير ولله الحمد ومنذ زمن بعيد فمنهم المعلمين والموظفين الحكوميين وموظفي شركات أهليه كبرى وأتمنى من سعادتم إضافة هذه المعلومة لموقعنا الأغر

وسعادة المهندس يحيي بن أحمد بن عثمان الأنصاري من الجبيل من السعودية يقول:

إليك نبذة بسيطة عن أسرتي وهذا للمعلومية . والدي الأستاذ أحمد بن الشيخ عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن الأنصاري . من سكان مدينة الجبيل، الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية , من عام 1327 هـ وحتى الآن . نزح الشيخ عثمان مع أسرة آل بوعينين من دولة قطر إلى الجبيل عام 1327 هـ وذلك قبل دخول هذه المدينة إلى الحكم السعودي بفترة وجيزة . جميع سكان هذه المدينة من أهل السنة و محبين للخير، عمل جميع أهل هذه المدينة منذ القدم بتجارة اللؤلؤ وصيد الأسماك، ويعمل أبناؤها الآن في الشركات البتروكيماوية العملاقة الموجودة بهذه المدينة بظل النهضة العمرانية للمملكة العربية السعودية . وقد ترعرع الشيخ عثمان مع هذه الأسرة في هذه المدينة حتى توفي عام 1411 هـ . جميع أولاد الشيخ عثمان موجودون بهذه المدينة . وقد ذكر الشيخ عثمان أن نسبه يرجع إلى المدينة المنورة وهو من قبيلة الأنصار التي هاجر بعضهم إلى سواحل الخليج العربي . وهذا ولكم جزيل الشكر والعرفان بما سعيتم إليه من ذكر لهذه المعلومات عن هذه القبيلة ، من الأنصار .

كما أرسل الأستاذ صلاح محمد زكريا الأنصاري هذه المعلومة:

أشكركم على الصفحة الخاصة بالأنصاري الخزرجي الأزدي القحطاني والتي أنتمي إليها . أنا من دولة الكويت ولدي تاريخ عائلتي والذي يمتد إلى سنة 118 قبل الميلاد وما قبل ذلك عند حادث سد مأرب ،وشكراً

ويضيف الأستاذ جمال عمر أحمد الأنصاري من ليبيا قائلا: أخي في الإسلام وابن عمي نسبا0 أنا من الأنصار في جنوب ليبيا في منطقة براك الشاطئ ومنطة أقارالشاطئ0 اسمي:جمال عمر أحمد ..إلى عبد الله {سبال العينين } بن عمر بن علي الجداوي الأنصاري الخزرجي السولمي، إلى هنا استطاع الدكتور الجراري الذي يعمل في مركز البحوث والدراسات التاريخية في ليبيا0حيث قام بجمع الوثائق القديمة الموجودة عند شيوخ القبيلة وعمل منها شجرة العائلة …وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم0

وأهم منطقة استوطنها الأنصار عقب ما تعرضوا له من اضطهاد على أيدي بعض خلفاء بني أمية وعقب اتساع الفتوحات الإسلامية هي بلاد الأندلس التي فتحها المسلمون بعد عام : 92 هـ على يد طارق بن زياد وموسى بن نصير وجندهما الذين كان من ضمنهم الأنصار ، ولهذا ذكرهم المؤرخون ضمن المستقرين الأوائل – (البلديين) في الأندلس بعد فتحها وقد ذكر كثير من المؤرخين منازل الأنصار ومناطق تواجدهم في الأندلس كما امتلأت كتب تراجم الأندلسيين بأسماء كثيرة من أعلام الأنصار الأندلسيين وذكر أخبارهم منها على سبيل المثال : كتاب الإحاطة في أخبار غر ناطة لابن الخطيب والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبار ، والصلة لابن بشكوال ، وكتاب العبر لابن خلدون ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للأنصاري ، والحلل السندسية في الأخبار التونسية للأندلسي وفي الأخبار والآثار الأندلسية لشكيب أرسلان واللمحة البدرية لابن الخطيب ونفح الطيب للمقري كما ذكر المؤرخون أن الخزرج من بين هؤلاء الأنصار المدنيين الذين دخلوا الأندلس بقيادة أحفاد سعد بن عبادة الصحابي الجليل رضى الله عنه ؛بل نص ابن حزم على أن الحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عبادة استقر في قربلان وهى قرية قرب سرقسطة وأن بنو عرمرم وبنو هارون من نسل قيس بن سعد بن عبادة في شذونة وقرطبة ومن ثم انتشر نسلهما في جميع أنحاء الأندلس حتى وصفهم بعض المؤرخين بأنهم الجم الغفير بالأندلس وأنهم أكثر القبائل بها في شرقها ومغربها، ونسب إلى ابن سعيد المغربي قوله : والعجب أنك تعدم هذا النسب بالمدينة وتجد منه بالأندلس في أكثر بلدانها ما يشذ عن العدد كثرة ولقد أخبرني من سأل عن هذا النسب بالمدينة فلم يجد منه إلا شيخا من الخزرج وعجوزا من الأوس ، وفصّل الدكتور عبد الواحد ذنون طه أماكن استقرار المدنيين من الأوس والخزرج (الأنصار) في الأندلس ولا مجال لذكرها هنا .

وقد استقر الأنصار في الأندلس حتى كان آخر دول العرب والإسلام في الأندلس دولة بنى الأحمر في غر ناطة والتي يعد قصر الحمراء الشامخ اليوم في أسبانيا من أعظم الشواهد على تاريخها ووجودها .

وتاريخ هذه الدولة من بني نصر أو بني الأحمر تزخر به كتب التاريخ الأندلسي أو المغربي ، وكان وزير بعض الدول النصرية (الأنصارية) في غر ناطة لسان الدين بن الخطيب شيخ مؤرخي الأندلس قد اهتم كثيرا بنقل وسرد تاريخهم فهو أكثر المؤرخين والكتاب عناية بتاريخهم وكتبه متداولة بين الناس سهلة المنال ومنها في هذا المجال ، اللمحة البدرية ، الإحاطة في أخبار غر ناطة ، طرفة العصر في دولة بنى نصر ، رقم الحلل في نظم الدول ، نفاضة الجراب في علالة الاغتراب ، الصيب والجهام (ديوان شعره ) ، النثر في غرض السلطانيات ، كناســة الــدكـان بعد انتقال السكان ، وغيرها كثير من الكتب التي نقلت وسجلت تاريخهم وتراجم أعلامهم .

وقد نشأت مملكة بني نصر قبيل منتصف القرن السابع الهجري (القرن الثالث عشر الميلادي) واتخذت من مدينة غر ناطة عاصمة لها وكانت تشمل ثلاث ولايات كبرى هي:

ولاية المرية ، ولاية مالقة ، ولاية غر ناطة

وقد جذبت طبيعة غر ناطة الخلابة والساحرة والكريمة كثيرا من المسلمين من إفريقيا والمشرق على مدى العصور كما بدأ سيل من المهاجرين من الداخل يفد على مملكة غر ناطة ، من كل ناحية كلما سقطت في يد الأسبان (الأفرنجة) مدينة من المدن المسلمة ، حيث بقيت الدولة النصرية أو دولة بني الأحمر صـامـدة فـي وجــه الأعداء قرابة قرنين ونصف من الزمان إلى أن استحكم العدو على جميع الممالك الإسلامية في الشرق والغرب ، وكانت سنة الله الكونية في زوال الدول ، ولا غرابة فقد زالت دولة بني أمية وكانت أقوى وأمكن ، وتبعتها دولة بني العباس فتمزقت هي الأخرى وانهارت ولا غرابة في ذلك ، فالدول الإسلامية هذا شأنها كلما ابتعدت عن دستورها وتخلت عن الجهاد 0

والمهم أنه بعد أن سقطت دولة بني الأحمر في الأندلس فر المسلمون الناجون نحو المغرب العربي ، فكان منهم من استقر في تونس ، ومن استقر في فاس ، ومن استقر في مراكش ومن استقر في الرباط فكانوا من أهل البلاد إلى اليوم ومن ضمنهم الأنصار إذ لا تخلوا منهم مدينة مغربية إلى يومنا هذا وقد نزح الغالبية الكبرى إلى شمال إفريقيا غير أن منهم من نزح في بدايات القرن العاشر الهجري

مع جيوش أحمد المنصور الذهبي الذي أسس الحكم المغربي العلوي السعدي في بلاد السودان وصحراء أزواد وعاصمته مدينة تمبتكو والذي استمر حتى (1860م) (1268هـ) ، وكان من آخر عمال ملوك المغرب في تمبكتو الشيخ الطاهر بن المهدي الأنصاري والد الشيخ محمد علي بن الطاهر الأنصاري ومنهم من نزح بإرادته وحسب ميوله فأهل البادية مثلا مالوا في البوادي حيث اعتادوها وداخلوا أهلها وشاركوهم فيها فاستنبطوا المياه وحفروا الآبار ودرّسوا العلم ..إلخ ، وسوف نذكر قصة دخولهم لها قادمين من فاس .

وأما أهل الحواضر فمالوا إلى الحواضر فاستوطنوها والمهم أن استقرار النازحين الفارين من جحيم محاكم التفتيش في الأندلس من الأنصار وغيرهم لم يقتصر على مناطق معينة في شمال إفريقيا بل شمل العديد من مناطق المغرب العربي سواءً في البوادي أو الحواضر وإلى يومنا هذا .

ويشير هنري تشارلس إلى أن من أسباب هذا الانتشار في بلاد المغرب كلها ( أن لقاء إخوانهم في الدين لهم كان لقاء سيّئا فإنهم كانوا ينزلون إلي البر في وهران ومنها يأخذون سبيلهم إلي الممالك المغربية في شمال إفريقيا ، وقد شاع عنهم هناك أنهم كانوا يحملون معهم أموالا كثيرة).

فأشار إلي أنهم يتعرضون للسلب والنهب من قطاع الطريق من إخوانهم العرب كما يضطرون إلي دفع أجور باهظة للحراس والأدَلاء وأشك في صحة هذا الكلام خصوصا وأنه من المصادر الأسبانية ويبعث علي التساؤل : لماذا هاجروا إذًا إلى شمال إفريقيا ؟

و توغل آخرون إلى قلب الصحراء الكبرى جنوبا فاستوطنوها إلى يومنا هذا ، من الأنصار ، ومن بني أمية (كنته) ومن البرابيش ( بني حسان) ومن البربر وغيرهم .

والأنصار بالذات انتشروا في كل مكان من بلاد المغرب العربي بعد سقوط غر ناطة في القرن التاسع الهجري ولا شك أن لهم في كل موقع نزلوه منها ذرية تحمل اسمهم إلى اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قبيلة ألأنصار ألأوس والخزرج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قبيلة الخزرج
» ألقاب ألأوس والخزرج
» قبيلة ( الشيوخ الانصار ) في منطقة الحجاز
» تاريخ قبيلة شمر
» بني أسلم من ألأنصار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجمع ال الصويغ الخزرج ألأنصار :: مجلس ال الصويغ ألأنصار :: منتدى ال الصويغ ألأنصار-
انتقل الى: