1- الدولة الرسولية: ابتدأت بدخول شمس الدين علي بن رسول وأولاده الى اليمن مع أبي أيوب على أحس سيرة، وكان الأمير شمس الدين عاقلاً كاملاً صالحاً تقياً له رأي وسياسة ونظر ورئاسة وكان عنده سيف الإسلام المحل الأعلى الأقدح المعلى حتى أن نساء سيف الاسلام لم يكن يحتجبن منه لصلاحه وحسن سيرته والتماس بركته وكان يسكن في ناحية جبلة ، ومن مآثره قصر عوفان ، وكثير من ذريته يسكنون هناك إلى يومنا هذا ، وكان يحب العلماء والصالحين ويحبونه لحسن سيرته وصلاح سريرته ، وتوفي سنة 614هـ ، ولكن الملك المسعود قد وثق بأولاده وآنسه اليهم وولاهم الولايات لحسن طاعتهم وشدة بسالاتهم ، وولى الأمير بدر الدين (الحسن بن علي) مدينة صنعاء وجعلها أقطاعاً له ، وولى الأمير نور الدين (عمر بن علي) الحصون كلها ، ثم ولاه مكة المشرفة فأقام بها مدة وفي مدة ولايته ظهر ابنه الملك المظفر (يوسف بن عمر) فيها وكان يسمى (المكي) وكان ظهوره سنة 619هـ.
2- الدولة المنصورية: عندما توفي الملك المسعود وصل علم موته الى اليمن فأقام السلطان نور الدين (عمر بن علي بن رسول) قياماً كلياً وأظهر الاستقلال بالملك ، وأعلن بأنه نائب السلطان المسعود وقام بتعيين الأمراء في الحصون والمدن من يرتضيه ويوثق به ، وقام بعزل قسم منهم وكان السلطان نور الدين (عمر بن علي بن رسول) من اهل العزم جواداً كريماً سريه النهضة ، وكان محراباً لا يسأم الحرب وكان صاحب علم ودهاء وكان مقيماً في منطقة زبيد وكان حنفي المذهب ثم أصبح شافعياً ، وتوفي سنة 626هـ.
3- الدولة المظفرية: عندما توفي السلطان الملك المنصور نور الدين (عمر بن علي بن رسول) جاء من بعده السلطان المظفر فخر الدين (أبو بكر بن علي بن رسول).
4- الدولة الأشرفية الصغرى: لما توفي السلطان الملك المظفر قام بأمر الملك بعده ولده الملك الأشرف ممهد الدين (عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول) ، فأستولى على الحصون والمدن وسائر المخاليف والبلاد وكان ملكاً سيداً عاقلاً فاضلاً أديباً حسن السيرة.
5- الدولة المؤيدية: لما توفي السلطان الملك الأشرف ممهد الدين (عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول) كان ذلك في سنة 696هـ انتقل ملك الدولة الى السلطان الملك المؤيد وهو أخو الملك الأشرف وكان السلطان الملك المؤيد ملكاً جباراً شهماً جواداً كريماً توفي سنة 721هـ.
وفي الختام لكي تبقى المعلومات الصحيحة بعيدة عن تناول الأخبار ورواة المعرفة والصدق فغُشيت الأبصار ببرق الزيف وتاهت الأفكار في متاهات الوهم وخطوتي هذه هي مساهمة مغامرة جريئة لا يدانيها أو يخوضها الكثير من الذين يعرفون ويصمتون ، وأعوذ بالله تعالى من كل قول باطل وغاوٍ ضال لا يخشى من سماع الزور وقديماً قالوا أن الخوف لعنة الحياة إن كان ذلك حقاً فالمجازفة ضرب من الجنون.
ومن الملفت للإنتباه هو أن بعض الرواة والموثقين والنسابين يروون الينا أنساب العشائر والقبائل التي لا صحة لها في عمق التاريخ ولا يثبت ارتباطها تاريخياً فنسبت قبائل عدنانية الى قحطانية وبالعكس وتناسوا سلالات عمق الحضارة اليمنية المتمثلة بالدولة الرسولية والمؤيدية والدولة المنصورية والمظفرية ، حيث امتدت سلالاتهم العريقة الى نحو 800هـ فلماذا طمست هذه الحضارة العربية الأصيلة ، ولماذا لا يعرج عنهم الكتاب والمحدثون فهم صلب الحضارة اليمنية وعراقة الأنساب ومنهم منهل العلم والأصالة والمنبت الكريم.
فنحن نعبر عن من تكنه الضمائر النقية السليمة المخلصة التي تريد خدمة الدولة العربية عموماً والإسلام العظيم خصوصاً ، ولكشف الصورة البهية الساطعة لأسلاف أمتنا العظام وتاريخهم البهيج الوضيء الذي حاول اليهود والشعوبيون تشويهه وإلقاء مخازي تاريخهم على تاريخنا كذباً وزوراً وبهتاناً.
المصادر:-
1- كتاب تاريخ الامم / تأليف حمزة بن الحسن الأصفهاني.
2- العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية / علي عبد الحسن الخزرجي/ ج1/ص36.
3- نسب معد واليمن الكبير/ للسائب الكلبي/ ج1/ ص 354.
4- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي/ ص372.
5- البدء في التاريخ / ابن سهل البلخي/ ج2/ ص35.
6- العبر في خبر من عَبَر / ج2/ المؤرخ الاسلامي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.